إمرأة تُطرد من حمام السباحة بسبب إرتدائها للبوركينى
كانت الصديقتان تستمتعان بمياه حمام السباحة وأشعة الشمس الدافئة في منتجعٍ بالبحر الأحمر عندما طالب المدير فجأة بخروج واحدة منهن من الماء، إذ كان السبب هو ارتداؤها البوركيني، زي السباحة الأسترالي المصمم للنساء المسلمات.
ونقلت صحيفة “الأهرام” الرسمية، التي نشرت مقطعًا مصورًا للحادثة، أن المدير هتف بالمرأة: “كيف يمكنك السباحة وأنتٍ مرتدية هذا الشيء؟ اذهبي واسبحي به في أي مكانٍ آخر”.
وقام صديق للمرأة بالتقاط فيديو للواقعة الشهر الماضي، وتصاعد الموقف أكثر عندما طلب المدير من مجموعة من الموظفين الذكور القفز في المسبح بملابسهم الداخلية لكي يشعروا المرأتان بعدم الراحة وللسخرية من البوركيني. ثم أمر العاملين بسكب الكلور في الماء، وهدد بتطهير المسبح بحمض النيتريك، بحسب موقع لـ The Sydney Morning Herald الأسترالي.
وألقت الواقعة الضوء على الانقسامات حول الحجاب ولبس السيدات عامة في مصر، حيث معظم النساء محجبات في البلد ذي الأغلبية المسلمة البالغ تعداد سكانه 82 مليونًا.
اشتعلت موجة من الغضب على شبكات التواصل الاجتماعي، ومن ضمنها الصفحة واسعة الانتشار على موقع فيسبوك Hijab racism، التي تشارك فيها النساء قصصهن حول التعرض للاضطهاد أو المضايقة بسبب ارتداء البوركيني أو حتى الحجاب.
وقالت باكينام ناصر (29 عامًا)، وواحدة من مؤسسات الصفحة: “الناس ينظرون إليك وكأنك أتيت من كوكبٍ آخر عندما ترتدين البوركيني. لا أظن أن الناس يدركون أنّها بالفعل مشكلة كبيرة في مصر، بل هي أكبر لأنني لا أشعر أبدًا بالراحة عندما أسبح في البوركيني الخاص بي خارج البلد”.
يارا بسيوني (29 عامًا)، ومؤسسة صفحة أخرى منتشرة اسمها “احترموا حجابي”، شاركت آراءً مشابهة قائلة: “كان الأمر في الواقع صادماً أكثر بالنسبة لي عندما حدثت واقعة البوركيني في فرنسا، حيث ظننت الاختلافات تُحترم أكثر، لقد شعرت دومًا براحة أكبر وأنا أسبح مرتدية البوركيني الخاص بي في الدول الغربية”.
كلا المرأتان قالت إنها طُلب منها مراتٍ عديدة مغادرة المسبح أو الشاطئ بسبب زي السباحة، واعترفت باكينام بأن هذه مشكلة تقابلها بالشكل الأكبر السيدات من الطبقتين المتوسطة والعليا اللاتي يقدرن على التردد على الشواطئ وحمامات السباحة الخاصة بمصر، حيثُ يُعتبر اللباس المحافظ رجعيًا. وأضافت: “النساء المحجبات يعتبرن مواطنات من الدرجة الثانية”.
فوبيا البوركيني
ندى قابيل (صحفية) كتبت مؤخرًا في مقالٍ نشر على موقع Scoop Empire: “متى تحول الحجاب إلى مسألة طبقية بدلًا من مسألة دينية؟ لماذا يُنظر إلينا وكأننا لسن أنيقات أو متفتحات العقل بما فيه الكفاية؟”.
الصحفية اللبنانية ديانا مقلد رددت هذه الأفكار في مقال افتتاحي بعنوان “فوبيا البوركيني تطالنا أيضًا”، في الجريدة الدولية الناطقة بالعربية “الشرق الأوسط”.
“الأمر الصادم هو الانقاسامات بين العرب والمسلمين حيال هذه المسألة. البعض تحمّس للأمر كفرصة لشيطنة الغرب أكثر، بينما أظهر آخرون علمانية تذهب أبعد من القرارات الفرنسية! من السُخف أن الكثير من العرب قال إن المرأة على الشاطئ في نيس كان ينبغي عليها العودة إلى المنزل. بل إن البعض تساءلوا لماذا ذهبت إلى الشاطيء أصلًا!”.
على الناحية الأخرى من هذا الجدال، فقد أدان العديد من الشيوخ المحافظين في المنطقة البوركيني باعتباره “غير إسلامي”.
الداعية المصري البارز أحمد كريمة، الأكاديمي بجامعة الأزهر بمدينة القاهرة التي تعتبر المركز العالمي للتشريع السني الإسلامي، قال في اتصالٍ تليفوني بالبرنامج المصري الحواري الشهير “انفراد” إن “البوركيني لا يختلف عن البيكيني”.
وأضاف كريمة في مداخلته: “زي السباحة يصبح شفافًا عندما يبتل ويمكنك رؤية كل شيء، ليس هذا من الإسلام”.